ببلطة،
قتلت اتنين في مطبخ القطار. وجّهت نفسَ الضربتين لكليهما، واحدة في الظهر
والثانية فصلت الذراع الأيسر عن الجسد. خرجت منتظرًا بقلق الوصول إلى محطة
نزولي. الثواني تمر وسيجد أحدهم الجثتين. أكتشف فجأة أني حافي القدمين.
أبحث عن الشبشب الذي كنتُ أرتديه! وبينما أجده أسفل أحد المقاعد المجاورة
للمطبخ، ألمح داخله اثنين مندهشين أمام المشهد. أرتدي الشبشب. أصل محطتي.
أنزل.
(٧)
المفروض
بعد ما تنتهي الأحراش الكثيفة دي - "أحراش" كلمة حلوة، فيها بَجَاحَة
غريبة بشكل مُضحك - ألاقي نهر، أو بحيرة ميّتها عدبة! أشمّر البنطلون
وأدَلدِل رجليّ، أطلّع تبغ lucky strike ألفُّه في سيجارة، وأمد إيدي أمسك
إزازة بيرة غامقة مشبّرة. يعدّي في الميّه تمساح ضخم عايم بدون خطة واضحة،
ومْرَكْلِس، وع الناحية التانية يعدّي خرتيت ماشي بالرّاحة، ومْرَكْلِس
برضه. الصوت يبقى لطيور بتتعولق في مكان ما فوق كل دا بدون نَسَق، والتوقيت
يبقى ٥ العصر. الزمن يمرّ مظبوط ع السيجارة وإزازة البيرة واسترخاء رجليّ
في الميّه، لا بسرعة ومايشبّعش، ولا ببطء ويزهّق. ليه المفروض كل دا؟ عشان
الأحراش دي بنت ميتين وسخة قوي، قوي يعني، وعشان كل دا ممكن، لا مستحيل ولا
خيال علمي ولا ميثولوچي، وعشان فيه أحراش تانية بعد النهر، أو البحيرة أم
ميّه عدبة دي.
No comments:
Post a Comment