ما حدث أني خرجت منتعشًا من تحت دش الماء البارد في الرابعة صباحًا.
صببت فنجان القهوة، وأشعلت سيجارة بعد الاستحمام، وفاجئت نفسي أغني: «أنا
صُولو ♪ صُولو الصعلوك ♪♫ أنا صُولو ♪ صُولو الصعلوك»، تمامًا بنفس اللحن
الذي غنت به شادية في «عفريت مراتي»: "أنا إيغما ♪ إيغما لادُّوس ♪♫ أنا
إيغما ♪ إيغما لادُّوس». حدث هذا بالفعل. بل وكنت أسير متراقصًا جيئةً
وذهابًا. أخطو خطوة وأتراجع خطوتين، ثم أخطو اثنتين وأتظاهر أني سأتراجع
واحدة، وهكذا. كچين كيلي تحت المطر. لا خيال في الأمر. كان
مزاجي رائقًا. ولازال، لدرجة أني سأعطيك مكافأة. مكافأة من الخيال هذه
المرة. انزعْ ملامح وجهي من المشهد السابق إذا كنت تعرفها، وضعْ بدلاً منها
ملامح زين العشماوي في فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة». افعل نفس الشئ
أيضًا إذا كنت لا تعرف ملامح وجهي. سيكون الأمر أسهل، فأنت ربما في هذه
الحالة لا تصدّق ما رويته لك. غير أن ما رويته قبلاً لم يكن الحشيش سببًا
فيه. امتنعت عنه قبل سنوات، حين أدركت فيها أن ما لففته في السيجارة ردئ،
ومخلوط بكمية بنج أنامتني. حينها توقفت. كل ما هنالك أن لحظة الصفاء تلك،
تماثل الصمت مع حبيبة لحظةَ تدير وجهها الناحية الأخرى فألاحظ أنا كم هي
جميلة والهواء يطيّر شعرها دون علمها. فقط. لحظة حب ثقيلة، خام، أنانية.
أنانية لدرجة أن ما تقرأه الآن ليس بجَمَال الذي حدث. أنا احتفظت بمعظم
الجَمَال وكل اللحظتين وأعطيتك مكافأة. ذلك ما في الأمر، وباقي الأمور.
لحظة حب أنانية إلى الخارج، ولحظة حب أنانية إلى الداخل. عدا ذلك، وخارج
هاتين اللحظتين من مُتَع هو مجرد صخب يأكل نفسه
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment