Sunday 28 September 2014

الفصل الأول - الهروب إلى الأمام ٣-٣

مشروع “بلازا”، كغيره من المشروعات التمويلية الداعمة للفنون والتي تديرها المؤسسات التنموية والثقافية غير الربحية، يحدِّد مُسبقًا سقف التمويل المتاح، قبل استقبال السيناريوهات. لكن هذه المؤسسات، وعبر تجربة، بدأتْ تسمح بمشاركات إنتاجية مع جهات أخرى في حال احتاج العمل ذلك. جرّبت في دورة ٢٠٠٩ أن أنفّذ فيلم «أشياء مُشابهة» بخمسة آلاف جنيه، مضمونةً فور اختيار السيناريو من المكتبة. وضعتُ حينها قيمة المبلغ المُتاح في اعتباري أثناء كتابة السيناريو، فكتبت مع زميلتي وقتها قصة بسيطة. واكتفيتُ، مثلًا، في عناوين نهاية الفيلم بكتابة 'فكرة' فلان، لا 'سيناريو' فلان. جاء زمن الفيلم قصيرًا أيضًا. كان الأمر مُخططًا له منذ بدايته أن يكون 'على قد الفلوس'. لم يتعدّ المكتوب وقتها حوارًا بين شاب وفتاة يدور في ساحة البلازا. منذ تلك الدورة تضاعفتْ قيمة التمويل المتاح لتنفيذ الأفلام ثلاث مرات ونصف على مدار ٤ دورات تالية، لتصبح ١٧ ألف جنيه هذا العام. هذه المرة كنت أحتاج ألا أعقِل الخيال لاعتبارات إنتاجية. فتركناه جامحًا. لم أكترث وقت الكتابة بتكاليف تنفيذ التفاصيل المكتوبة في نسخة السيناريو المُقدمة. واستمر الحال كذلك حتى إعلان النتيجة. كان «صاجات»، ولا زال، هروبًا لحوحًا إلى الأمام. فنيًا وإنتاجيًا. بلا رقابة من أي نوع. لم نضع رقيبًا أخلاقيًا أثناء الكتابة. فالنسخة النهائية المرسلة من سيناريو «صاجات»، إضافةً إلى التفاصيل الغرائبية وغموض العلاقات داخل الحبكة، جاءت مُحكمة دراميًا. لذا كان الخروج عن المُعتاد ضرورة لا رفاهية للإحكام بين الثلاث شخصيات بمواصفاتهم المكتوبة. ذلك كان مصدر الإشباع الأساسي بعد الانتهاء من الكتابة (والدافع الرئيسي لتنفيذ الفيلم). الإحكام الدرامي للشخصيات المنتقاة فرضت علينا الإخلاص لسينما الفيلم، لا الامتثال للمُعتاد رقابيًا. لم يجد ثلاثتنا صعوبةً أثناء الكتابة في خلق عالم غريب. إنما الجهد كله انصرف لسد ثغرات الدراما والحفاظ على تصاعدها بتماسك بين ثلاث شخصيات فقط في ليلة اخترناها لهم معًا. بالانتهاء من كتابته تمت بنجاح الخطوة الأولى من تجديد الدماء.
كان الإعلان عن وجود الناقد السينمائي عصام زكريا، الذي أتابع مقالاته منذ سنوات في الدوريات الخاصة (توقفت كلها الآن)، كمحكّم في الدورة الخامسة من مشروع “بلازا”، مصدرًا للاطمئنان عند اتخاذ قرار كتابة سيناريو والتقدم به. فعلى خلاف الدورات السابقة التي كان المحكمون فيها صنّاع أفلام، جاء هذه الدورة عصام زكريا، المُتخصص في النقد السينمائي، ليتولى الأمر. ما يعني التدقيق في الحرفة بغض النظر عن الذائقة. تحليل العمل من داخله. عصام زكريا مُتابع نَشِط للتجارب السينمائية منخفضة التكلفة داخل وخارج مصر. التجارب الشاردة عن الإعلام.
الكتابات النقدية المصرية التي التهمتها طوال سنوات عشرينياتي النهمة سيطر عليها مثقفو الدولة النخبويون، بأحاديثهم المغلّفة عن السينما الجادة وأفلام المهمشين. كانت، على سبيل المثال، تحتقر كوميديا الفارص وأفلام الدرجة الثانية المصرية عبر تاريخها. إلى جانب معايير أخرى رسخَتْ، وسمّمت تنوُّع وتطوُّر المناخ الثقافي والفني. ومن دون شك، رؤية السينما التلقينية من صنيعة مثقفي الدولة. أثّر ذلك عليّ فترة من الزمن. لكن عقلي النقدي خلّصني من عدة أيديولجيات مبكرًا، سياسيًا ودينيًا واجتماعيًا. خلخلتْ ثورة الإتصالات وتجلُّط الدماء في شرايين الدولة سطوة الإعلام الحكومي والتعليم الرسمي والخطاب الثقافي السائد. خلال أشرس فترات الفن الموجّه، في العالم كله، لم ينصلح حال البشرية. لكننا حتى الآن، هنا، وفي ٢٠١٤، لا زلنا نستخدم نفس الخطاب الكاذب المدلّس حول دور الفن في إصلاح المجتمعات. تسلل هذا المفهوم إلى الجميع عبر عقود. ولم يعد استخدامًا قاصرًا على مؤسسات الدولة. بل امتد إلى المؤسسات المستقلة عنها، التي تموّل الفنون كجزء من نشاطها 'التوعوي' المُناهِض للسلطة ولعَوَار الثقافة المحلية. لا تزال الفنون تسير بقدمين ثقيلتين. هنا. وفي ٢٠١٤. جاء التفكير في مشروع فيلم «صاجات» غضبًا من ثِقَل ذلك الستار الحديدي الذي 'يُكلبش' عقول الفنانين والممولين والمتلقين، على السواء، ودون ترتيب.
على أية حال، ومن زاوية أخرى، أجد باستمرار صعوبةً في تعريف وتوصيف ما أريده. لا أعرف ما أبغيه عند البدء في كتابة سيناريو. لا شئ مهم على هذه الأرض. تنفيذ الأفلام نفسه، كنت قد وصلت إلى يقين قبل عامين أنه غير مهم بالنسبة لي. هو فقط لعبة أنيقة وممتعة للغاية. لا يوجد شئ إنساني يشغلني. غريزة الاستمرار في الحياة هي السبب الوحيد الذي يتطلب صناعة الأفلام. ربما لتثبيت الزمن عند شعور مبهم، دون استكشافه. حياد يتجاوز في صعوبته الانحياز. تشغلني الأجواء المحيطة بساعتين تسهرهما أسرة تقليدية من الطبقة المتوسطة بعد مواعيد نومها الثابتة بسبب ظرف عصيب مُباغت، كموت أو اختفاء أو مرض أحدهم فجأة. ذلك الهلع والفزع وتوزُّع الأدوار التلقائي بين الساهرين منهم. تشغلني الأجواء المحيطة بتناول وجبة الغداء في مطعم شعبي الساعة ٣ عصرًا بين عمّال بناء وموظفين حكوميين وقت راحتهم. تشغلني الأجواء المحيطة بمشاجرة عنيفة تنشُب بين سائق مواصلة عامة وأحد الركاب بعد خلاف حول قيمة الأجر. تكثيف الاحساس بحياد. ففعلًا لا شئ مهم قبل وبعد تلك اللحظة بأجوائها. لذا أستعين بآخرين لبناء حبكات داخل السيناريوهات التي نفذتها. سأجد صعوبةً أقسى في كتابة الأفلام الطويلة. في الأفلام السابقة كان المخزن الذي أستخرج منه أفلامي هو العلاقة الراكدة بين الذكر والأنثى. عاطفيًا. كان ذلك شاب يمر بفوضى عشرينياته. لذا فور الانتهاء من أصعب مرحلة وهي كتابة «صاجات»، ثم تسليم نسخة السيناريو المكتملة بلا ثغرة، بدأتُ التفكير في تنفيذه بصريًا، دون مراجعة مُتشككة لتيمة الفيلم أو أسلوبه كما أتخيله. بجموح يماثل كتابته.
تأخر إعلان نتيجة التحكيم. كانت الدولة ومواطنيها في حالة انتظار متسارعة وغير منتظمة منذ اندلاع ثورة يناير ٢٠١١، وطوال عامين تلا. كانت جماعة 'الإخوان المسلمين' تشاغب مكتبة الإسكندرية، عن طريق التضييق الرقابي على ميزانيتها، فيما عُرِف في صورته العامة وطرقه المختلفة بمصطلح 'أخونة الدولة'. لم ينجح الأمر مع المكتبة لاعتبارات عديدة. ربما نجح نهم الإسلاميين وقتها في تسريب بعض الطقوس الدينية في الندوات والمعارض والعروض الموسيقية. لكن لم يفلحوا في خلخلة كيان هذه المؤسسة. استمرت أيضًا وتيرة المظاهرات الاحتجاجية ضد مديرها الثابت في موقعه منذ أُنشِأت في مطلع الألفية. والتي كنت قد شاركتُ في واحدة منها في ٢٠١١، ثم توقفت. كان التأخير سببه بلد في حالة حراك وتشاحن عنيف. لا أحد يعرف ما سيجِدُّ في اليوم التالي. سبّب ذلك إحباطًا لدي. ستكون عثرةً ثقيلة لو لم ينفّذ هذا الفيلم، وستكون السنة الثامنة بعد السبع سنوات العُجاب. نجاح الحصول على تمويل من مشروع “بلازا” لا تحتسب قيمته المالية فقط، بل والإعتبارية أيضًا. فالمموِّل يتحمّس للمشاركة في العمل إذا ما أثبتَ له صاحبه أن غيره قد تحمَّس قبله. الشراكة في التمويل هي أولى تدريبات الغواية. هي أصعب وأعقد عمليات البناء. هذا التوقيت كان ثقب النفاذ يبتعد، وفتحة الهروب تضيق.
رغم ذلك التأخير زايدتُ وقتها وقررتُ بشكل نهائي، بعد تفكير مستمر، في مطلع يناير ٢٠١٣، أن أصوّر «صاجات» كله لقطةً واحدة. وحيدة. دون قطع. دون مونتاچ. ولا أعلم زايدتُ على مَن. لكنه التلويح بورقة لعب على منضدة قمار.
خلال نوبة الإحباط تلك كنت قد بدأتُ مواعدة فتاة. ذات ليلة تناولنا معًا عشاءًا في مطعم هندي بالقاهرة. طاقتُها الإيجابية كانت تتحول بعد كل موجة انفعال أثناء حكيها إلى محاولة إعادة ترتيب ملامح وجهها بيدها من فرط السخط. ذات محاولة من تلك، رغبتُ في تقبيلها في التو واللحظة. في المطعم. لم تحدث القبلة. لكنها أوجدت فكرة فيلم قصير جدًا عن قبلة مُفاجئة يتبادلها اثنان في مكان عام، ثم يَتلَقّيا تعنيفًا من النادل أو يواجها استهجانًا من الزبائن. بعد أسبوع كتبتُ التالي لأنفذه فيلمًا:
كان عشاءًا يضم مجموعة تشملهما. متقابلان في جلستيهما حول المنضدة. صديقان حديثان، هو وهي. يتمازحان بعلوقية متحفظة وحذرة. قبل تقديم العشاء أرادت هي في حوار مُشاغب مع أحد الجالسين أن تعيد ترتيب ملامح وجهها. هي تفعل ذلك عادةً في نوبات صخبها؛ تُمسك بوجهها بكفّ يدها للدلالة على عدم تفهُّمها ما يقال، وسخطها على المبدأ في حد ذاته. هذه المرة نهض هو فجأة واعتلى بجزعه المنضدة التي تفصلهما ليمد وجهه ويقبّل شفتيها وسط الجلوس في المطعم. انتهت قبلته وعاد إلى جلسته. أقبل النادل مُسرعًا ليلملم آثار الهتيكة التي حدثت في حضرته. دار هذا الحوار:
  • النادل: حضرتك لازم تمشي فورًا.
  • الشاب: مالوش لازمة التعقيد.
  • النادل: مش مسموح بدا يا فندم.
  • الشاب: عارف. كلنا عارفين إنه مش مسموح لا هنا ولا في مكان تاني.
  • النادل: زباين المكان بيحترموه. حضرتك ماحترمتوش.
  • الشاب (دون أي ابتسام وبملامح وجه تُلقي بيانًا محايدًا): ماكانش ينفع دا يحصلش. أنا وإنت معانا حق. فممكن الموضوع ينتهي عند هنا. مافتكرش دا هايحصل تاني. هنا. لا مني ولا من غيري بعد القلق اللي إنت عملته. حافظ وجهة نظرك وعارف تقاليد المكان. بس ممكن نعدّي اللحظة دي. اللي حصل مش مسموح بيه، بس لو كان مسموح ماكانش هايبقى له لازمة. إنت جيت حذرتني وأنا اتحذرّت، خلاص.
  • النادل (يصمت طويلًا ثم يقول): احنا قدامنا نص ساعة ونقفل، هاجيب لحضرتك الشيك.
انصرف النادل. لكن بجملته تلك لم يعرف الجالسون على هذه المنضدة إذا ما كان قد اقتنع بوجهة نظر الشاب أم لا!
كنت أريد أن أصنع فيلمًا بأيَّةِ طريقة. كتبتُ ما سبق على ظهر ورقة انتزعتها من لوحة تقويم ميلادي مُعلّقة في منزلي. ثم هاتفت الأصدقاء لنصوّره كمشهد. قررت تنفيذه بكل التقنيات التي أنفرُ منها فنيًا. نفّذتُه بكاميرتين. إحداهما يملكها صديق مثّل دورًا في الفيلم، وصوّر بها صديق آخر. والأخرى يملكها صديق ثالث كان هو المصوّر الثاني. الكاميرتان من نوع Canon التي لا أفضل نعومة صورتها. لم أضع تتابعًا مرسومًا للقطات المشهد. كان التصوير عشوائيًا. الكاميرتان أساسيتان. يتبادل المصوِّران التقاط اللقطات البعيدة والقريبة والمتوسطة، بتفاهم مُرتجَل. الاثنان قَدِما يومها من القاهرة خصيصًا للمشاركة. الإضاءة رخيصة، لا تتعدى استخدام مصباح 'هالوچين' مُستورَد من الصين. ثمنه ٢٥ جنيهً (احتفظت به منذ انتهاء تصوير فيلم «ابن البلد - الرحلة»). علّقناه في مكان ثابت طوال اليوم، دون اعتبار لزاوية التصوير. هاتفت صديق وصديقة مرتبطان في واقع حياتهما. وافقا على أداء القبلة في الفيلم. اتفقتُ مع أصدقاء ذوي وجوه مميزة ليؤدوا أدوار أصدقاء الشاب والفتاة، في المطعم. كانت البطلة الرئيسية قد توسطتْ في الحصول على موافقة صديق لها يملك مطعمًا وبارًا فخمًا في وسط الإسكندرية للتصوير عنده مدة ثلاث ساعات. تحمّس الجميع للتجربة. طلبتُ منهم الارتجال أثناء التصوير. رغم أني لا أفضله في التصوير الفعلي أمام الكاميرا. تأجّل يوم التصوير بسبب التهاب الشوارع وقتها بقنابل الغاز التي تطلقها قوات الأمن لتفريق المتظاهرين. كان الأمر بكامله عشوائيًا. فوضى. بعد التصوير وخلال أسبوع كنتُ قد ولّفت لقطات الفيلم في تتابع سريع يتباطئ. يتصاعد من اللقطات القريبة للوجوه والأيدي، ثم لقطات واسعة للجميع يتسامرون حول منضدة في المطعم الفخم. ثم لقطات متوسطة عندما يُقبل النادل لتأنيب الشاب. كان البناء الدرامي لترتيب اللقطات بناءًا كلاسيكيًا بلا تجديد، يهدف لتكوين احساس بسيط وبأبسط الطرق. لم أنفذ ذلك من قبل، ولم أكن أحب مجرد تجريبه بالأساس. صحّحت الألوان في أسبوع آخر. حصلت علي مشهد مدته ٤ دقائق، ينقصه ميكساچ شريط الصوت وعناوين البداية والنهاية. حدث ذلك في منتصف فبراير ٢٠١٣. كانت نتيجة مشروع «بلازا» لا تزال مُبهمة ومتأخرة عند موعدها المحدد في الإعلان.
لم يفلح تنفيذ هذا المشهد العشوائي في إخماد نوبة «صاجات» أو تنظيم حالة التخبط التي كنت أمر بها بعد السبع سنوات العُجاب. قابلت أحمد نبيل في نهاية فبراير ٢٠١٣، أي بعد مرور شهر تأخير عن موعد إعلان نتيجة التحكيم في نهاية يناير. عرفتُ منه أن مشروع “بلازا” نفسه ربما يتعرض للإلغاء. قررت بعد يومين أن أعود إلى دراسة الطب والتقدم إلى امتحانات الكلية القادمة. لا مفر من طوق نجاة ملئ بالثقوب. كان الأمر ثقيلًا، ولا مهرب هناك. مرّ شهرٌ سئ. بلا جدوى سهرتُ ليلتين فقط قبل امتحان الأمراض الباطنية أدخن وأقرأ عن أمراض الكبد. ڤيروسات الكبد، إنزيمات الكبد. أذان الفجر من مُكبّر صوت الجامع أسفل العمارة. كان المحيط كله مُعادي واليأس مُحكم. أتقدم خطوة وأعود أدراجي خطوتين. صباح الامتحان في الأول من إبريل ٢٠١٣ خرجتٍُ من المنزل في سيدي بشر. ركبتُ المايكروباص باتجاه الكلية في منطقة الأزاريطة. وصلتُ إلى محطة البنزين. مرت لحظة خاطفة. عبرتُ الطريق. ركبتُ مايكروباصًا آخر عائدًا باتجاه المنزل مرة أخري. عبث. بهدوء وفي لحظة قرار بالتسليم، وبلا مُراجعة. اللحظة التي يتوقف فيها عن اللعب مدمن قمار أفلس في ليلة خاسرة.
في المنزل نمتُ هاربًا مدة ساعتين، ثم استيقظتُ لأجد إعلان نتيجة مشروع “بلازا” صباح الأول من إبريل ٢٠١٣. تم اختيار سيناريو «صاجات» في المركز الأول. لأول مرة، وكتطور لتجربة “بلازا”، شَمُل إعلان النتائج فقرات تفسيرية كتبها عصام زكريا لشرح أسباب اختيار الأفلام الأربعة. كانت هذه فقرة «صاجات»:
سيناريو شديد الحرفية في بناءه المحكم، والذي يخلو من الثرثرة الفنية أو اللفظية. تتسم شخصياته بالأصالة والغرابة، وحواره شاعري بالرغم من شبهه بالأحاديث اليومية. المزيج الذي يصنعه الاختلاف الثقافي والعمري بين الشخصيات والعلاقات بينهم يصنع حالة ومزاجا متفردا. و"الواقع" الذي يستند إليه الفيلم يتم "فلترته" فنيا وتلوينه عبر خيال وعالم خاص ومختلف.”
ملحوظة: ذلك تمام الفصل الأول “الهروب إلى الأمام”. يتبعُه الفصل الثاني بعنوان «الانتظار سباحةٌ في الداخل» (العنوان مأخُوذ مع تغيير من قصيدة كتبها الشاعر إبراهيم السيد في ديوانه 'أحد عشر كلبًا').