Monday, 13 April 2009

ثقوب

(1)

أخْبَرَتـْه أخِيرًا أنّ احْسَاسَهَا بحَسْرَتِه يَزْدَادُ فِى كـُلِّ مَرَّةٍ تسْمَعَ رَأيَهُ فِى نفسِه. حِينَ يُخْبرهَا أنـّهُ يَعْرف نفسَهُ جَريئـَة, صَريحَة, تخْتـَارُ الأصْعَبَ وتسْتطِيعَه, تعْرفَ عُيُوبَهُ وَمَزايَاه وتـُرَوِّج للتناقـُض بيْنهُمَا بإتـْقان يَمْنـَعُ الإحْبَاطـَات اللاحِقـَة... كانـَتْ تبْتسِم. أخْبَرَتـْه أنـّهَا لمْ تكنْ لِتقبَلَ أبَدًا نـَرْجَسِيّته لوْلا حُبُّهَا لـَه, هُوَ مَا يَجْعَلهَا تتغاضَى باسْتِمْرَار عَن غـُرُور ترَاهُ زائِفـًا, لمْ يَكنْ لِيُوجَد إلا لِيَرَْتـُق ثقـْبًا ضَخْمًا دَاخِله. أزعجتـْه كـَلِمَاتـُهَا, والابْتِسَامَة. ثمّ أخْبَرَهَا عَن الفـَارق بيْن الثقـْب الذى يَرْتقـُه وسِلسِلة الأفكـَار المُتسَارعَة التِى تصِلهَا بَطِيئـَة فِى كلِمَات. وكعَادَتِهَا كـَذِبَتْ لِتـُصَدِّقـَه.

(2)

ثمّ اخْترَقـَهَا بطـَريقتيْن خِلالَ سَاعَة, لِيسِيلَ فِى المَرَّتيْن. احْتجَزَ الانْشِغَالُ نشْوَتهَا, ولمْ يَصِل بـِه أبْعَد مِن مُضَاجَعِة مَنـْطِقِيَّة لن تؤَرِّقَ مَا بَيْنَ فخْذيْه بَقـِيِّة اليَوْم. أخْبَرَهَا - كمَا يُخْبرهُن - أنّ لِلذكـُور أيْضًا مُسْتويَات مِن المُتعَة. اعْتـَادَ سُؤَالِهـِن عَمَّا نـَتجَ عَنـْهُ اخْتِلاط الأفخَاذ. بَعْضُهُنّ شـَككّ أنّ بـِالسُؤَال شبْهَة ذكـُورى قلِق, أخْرَيَات أعْجَبَهُن السؤال مُعَلقاتٍ فِى سَلام عَلى لطـْفِه. دَائِمًا يَأتِى رَدَّه فى صَمْتٍ يَسْتهْلِكـُهُ لِصِيَاغـَةِ أفكـَاره الأسْرَع فِى الكلمَاتٍ الأبْطء, ثمّ يُتبـِعُهُ بحُجَّتِهِ الأثِيرَة أنّ عَلى أحَدِهِمَا افتِتـَاحُ الكـَلام. غَيْرَ أنـَّهُ هَذِه المَرَّة اكتـَفى باحْتضَانِهَا مِن الخـَلف لامِحًا ثـَدْيَيْهَا مَنْسَحِبَيْن فِى دِعَة أسْفـَل الرَّقبَة. فأشعَلَ سِيجَارَةً بإحْدَى يَدَيْه مُدَاعِبًا بالأخْرَى بَشْرةَ الخَوْخ. جَالَ بنعُومَةٍ فوْقَ مَسَامِهَا, داعَبَ رَوْحَهَا برَسْم الدَوَائِرَ والأشْكـَال وكِتابَة الأسْمَاء بعَشْوَائِيةٍ أوْجَدَتْ أصَابعَه فِى أمَاكِن مُنزويَة اكتـَشفـَهَا حَالاً (رُبَّمَا تـَذكـَّرَ لحْظتهَا مَا كتبَتهُ يَوْمًا عَلى قَضِيبـِِه باللوْن الأسْوَد). غَاصَت أصَابـِعُه فِى بُحَيْرَةٍ مِن إفرَازَاتٍ عَرفَ مِنْهَا أنّ إدَارَةَ الأمْر بحَسَاسِيَّة سَتـَاخُذهُمَا حَتمًا إلِى مَا دُون المَنْطِق. لمْ يَتوَّقفْ ولمْ تـَطلبْ مِنْه, حَتـّى ارْتعَشـَت عِدَّة مَرَّات بانـْفِرَاطِ مَا تـَمَّ احْتـِجَازَه. يَعْرف جَيِّدًا أنّ الأمْرَ مُعَقـَّد, لكِنَّ اعْتِذارُهَا خَجْلى عَن مُمَارسَتِها للتـَّوْ فِعْلاً حَيَوَانِيًّا صِرْفـًا أصَابَهُ بالهَلع. دُونَ صَمْت أخَبَرَهَا شيْئـًا ولمْ يُخْبرْهَا الشَّئ الآخَر, ثمّ نهَضَ لغسْل يَدَيْه.