وَحْدك ستعرفَ بدقة أين تركتَ المقص آخر مرة, أين ألقيت بآخر كتابٍ كنتَ تقرأه, أين رميتَ جوربك المتسخ بعد عودتك ثملاً من الخارج. وَحْدك ستستحمَّ دون الحاجة لبابِ الحمام مغلق. لن يُفاجئك ما تبقى من بنٍ فى العلبة. وَحْدك ستصونَ خيالك فترسم لوحةً لم يرها غيرك. وَحْدك ستألف شرودك. سيتحول جنونك إلى صديقٍ حميم يعرف أنه صديق حميم, فيجيب أسئلتك بقتلها قتلاً رحيمًا. وَحْدك لن تعييكَ نظراتُ لومٍ إذا ما تذكرت ميلودرامياتك, حينها ستصير مضحكة. ستجيد الاحتفاء بتفاصيلك فيصبحَ نومك احتفالاً يوميًا مفاجئـًا. وَحْدك ستكتشف العالم مرة أخرى بقدر معقول من الحواجب المرفوعة والحدقات المتسعة فأنت الآن تعرفَ أكثر. فقط توَخّ الحذر كيلا تباغتك دهشة. وإذا اندهشت لا تجزع طويلاً, فأنت تعرفَ بدقة أين تركتَ المقص آخر مرة.
----------------------
- العنوان مسروق من صديقة.