Wednesday, 30 April 2008

Chroma

أقف ذات لحظةٍ سائلةٍ بين نومى واليقظة تحت ضوء مصباح وحيد - كفكرة - يضئ طلاء الجدران فى المدخل المظلم لبيتى القديم مرتدياً ملابسى الداخلية بأطراف فانلة ذات حمالتين مضمومة بعناية داخل شورت قصير أرتديه وأنا أتمعن فى عينىْ فتاة ترتدى رداءًا منزلياً شفافاً من حرير بحضوره لم أتبين أكانت تعقص شعرها بشريط أم تركته طليقاً معها لم أعرف لونه ولا طوله أشعر فقط بملمسه أمامى فوق وجهٍ لا أعرفَ له شكلاً ولا ملمس فيدى اليمنى تستند إلى حافة الباب الخشبى حيث تقف هى فى فوهته نتواعد فى همس على ضوء الفكرة واللاشئ - كشعور - بابتسامةٍ مبتكرة على وجهينا لم أكن لأسميها بابتسامة إلا لوعيى بما تعنيه سعادة الابتسام فأنا الآن سعيد سعادة المبتسمين إذاً أنا الآن أبتسم فهى تعيش قرب غرفتى أراها الآن - كحلم - بعد إغفاءةٍ مدبرة منى تزحف بنعومة عبر النافذة الضيقة لغرفتى فأنهض بهدوء متزامن مع استواءها فوق الفراش بردائها الشفاف لنجلس فى صمت بسعادة المبتسمين دون أدنى احساس بالغياب أخبرها أنى سأريها فيلماً قد صنعتُه لها تخبرنى أنها تتوق لرؤيته فهى لم ترغب بشئٍ طيلة حياتها سوى التمثيل أصمت و أضغط بيدى على شئٍ ما لتضاء الغرفة بنورِ شاشةٍ ليست برقمية ولا تليفزيونية هى فقط شاشة كفانى الضغط عليها لتضئ بما أردتُه من اللاألوان و اللاأشكال واللاحركة لا شئ غيرها هى نفسها الجالسة فوق فراشى ترتدى داخل الشاشة نفس الرداء الشفاف لتؤدى دوراً لم أكتبه لا تعرف ما الذى ينير الغرفة الآن من أطياف وأحاسيس صرفة مجردة بلا تجسيد لا شئ أعقدُ منها هى نفسها تؤدى داخل فيلمى دوراً لم يدهشْها ولم يدهشْنى عدم دهشتها فالفيلم انتهى خطفاً - كطيف - وكأن كما لم توجد الألوان ولا الأشكال ولا الحركة لم يوجد هو نفسه فور إظلام الشاشة تلامست شفانا بقبلة ناعمة ليس لها طعماً محدداً أحسست بها كما أحسست غبر كفى ملمس ظهرها تحت الرداء ثمةُّ أصواتٌ متقطعة مضحكة تصدر عن التقاء شفانا معاً نبتسم و"ندّعى الهمس" فى قبلتنا. "الهمس" لأن الجميع خارج الغرفة يغط فى نومه جاهلاً ما يحدث و(ندّعى) لأن الأصوات المتقطعة المضحكة لقبلاتنا تزداد علواً بلا توقف فما شعرنا به لحظتها هو فقط سعادة المبتسمين.